الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الذي حمل عثمان رضي الله عنه على جمع القرآن في مصحف واحد، هو القضاء على ما وقع بين الناس من اختلاف في قراءة القرآن، بسبب اختلاف اللغات، وقد بينا ذلك في الفتوى: 17828.
قال السفاريني في غذاء الألباب:قال السيوطي في مجمع اللغات: أول من جمع القرآن وسماه مصحفاً أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأول من جمع اللغات في القرآن الشريف على لغة واحدة بلغة قريش -عند ظهور الاختلاف في اللغات- عثمان بن عفان رضي الله عنه. انتهى.
وقال في موقع آخر: اختلفت الناس في قراءة، قال أنس رضي الله عنه: اجتمع القراء في زمن عثمان رضي الله عنه من أذربيجان وأرمينية والشام والعراق، واختلفوا حتى كاد أن يكون بينهم فتنة، وسبب الخلاف حفظ كل منهم من مصاحف انتشرت في خلال ذلك في الآفاق كتبت عن الصحابة، كمصحف ابن مسعود، ومصحف أبي بن كعب، ومصحف عائشة. انتهى.
هذا من جانب جمعه في مصحف واحد. وأما حرق المصحف لمقصد صحيح، فلا حرج فيه، ويكفي أن عثمان رضي الله عنه قد فعل ذلك والصحابة متوافروِن، فلم ينكر عليه أحد، وقد اتفق الفقهاء على أن المصحف إذا صار خَلِقا غير صالح للقراءة فيه، فإنه يصان عن الامتهان، وجمهورهم على جواز حرقه، وذهب الحنفية إلى أنه لا يحرق بالنار، بل يدفن عندهم، وتراجع الفتوى: 15858، لمزيد من الفائدة.
والله أعلم.