قول لشيخ الإسلام: في تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
الإجابة
في قوله تعالى:{وَمَا تَشَاؤُونَ
إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
[التكوير:29]، أخبر أن مشيئتهم موقوفة علي مشيئته، ومع هذا، فلا
يوجب ذلك وجود الفعل منهم ؛ إذ أكثر ما فيه أنه جعلهم شائين، ولا يقع
الفعل منهم حتى يشاؤه منهم، كما في قوله تعالى: {فَمَن شَاء ذَكَرَهُ وَمَا يَذْكُرُونَ
إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ} [المدثر: 55- 56]، ومع
هذا، فلابد من إرادة الفعل منهم حتى يريد من نفسه إعانتهم
وتوفيقهم.
فهنا أربع إرادات: إرادة البيان، وإرادة المشيئة، وإرادة الفعل،
وإرادة الإعانة.
___________________
المجلد السادس عشر
مجموع الفتاوي لابن تيمية