الإجابة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن نون التنوين لسكونها، والتقائها بالساكن بعدها، وهو نون انفضوا، لما حذفت همزة الوصل، كسرت، ككل ساكن غير لين، التقى بساكن بعده؛ للقاعدة المعروفة في التقاء الساكنين، وهو أنه يحرك الأول غالباً بالكسر، للتخلص من التقاء الساكنين مثل: جَزَاءً الْحُسْنَى {الكهف:88}و: عَادًا الْأُولَى {النجم:50}، وقوله عز وجل: مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ {النور:35}؛ لأن التنوين عبارة عن نون ساكنة تلحق آخر الاسم لفظاً لا خطاً.
قال الناظم:
إن ساكنان التقيا اكسر ما سبق * وإن يكن لينا فحذفه استحق
وقال الزمخشري في المفصل في صنعة الإعراب: والتنوين ساكن أبداً، إلا أن يلاقي ساكناً، فيكسر، أو يضم كقوله تعالى: " وعذاب اركض" وقد قرئ بالضم. اهـ.
وقال السيوطي في همع الهوامع في شرح جمع الجوامع: وإذا كان الأول تنوينا، فالأصل فيه عند التقاء الساكنين الكسر، نحو: مررت بزيد الظريف، فإن كان بعد الساكن مضموم ضما لازما، فمن العرب من يضم إتباعا نحو هذا زيد اخرج إليه، وفيهم من يكسر، فإن كانت الضمة عارضة، فليس إلا الكسر نحو زيد ابنك، وزيد اسمك ...اهـ .
فالخلاصة أن نون التنوين في مثل هذه المواضيع ينطق بها في حالة الوصل متحركة حركة كاملة، كسرة كانت، أو غيرها، وبهذا تخرج عن أحكام النون الساكنة والتنوين التي يذكرها أهل التجويد كثيرا.
والله أعلم.