الإجابة
الله تعالى أخبر أنه لا يمكن أن يعذب عباده قبل إقامة الحجة عليهم،
فإنه سبحانه وتعالى هو الحكم العدل الذي لا يظلم الناس شيئاً، ولكن
الناس أنفسهم يظلمون، فمن لم تقم عليه الحجة لا يعذب، وعلى هذا فمن
حكمة بعثة الرسل إقامة الحجة على الناس، كما قال الله تعالى: {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله
حجة بعد الرسل}، فأهل الفترة بين الرسل الذين لم يبلغهم من
الرسالة السابقة ما يكفي لإقامة الحجة يمتحنون يوم القيامة، فمن آمن
منهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق به نجا، ومن كذبه ولم يؤمن
به عُذِّب.
ولذلك فلا اختلاف ولا تعارض بين بعض النصوص التي ورد فيها أن بعضهم من
أهل النار وبين هذه الآية: {وما كنا
معذبين حتى نبعث رسولاً}، ووجه الجمع من وجهين، الأول أنهم
بلغهم من ملة إبراهيم وإسماعيل ما يكفي لإقامة الحجة عليهم، أو أنهم
علم الله أنهم سيرسبون في الامتحان ولن يجيبوا بالاستقامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.