الفتاوى

يقول االسائل : أرجو أن تتفضلوا بتفسير الآية الكريمة وهي قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ...
يقول االسائل : أرجو أن تتفضلوا بتفسير الآية الكريمة وهي قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ الآية ؟

الإجابة

الآية على ظاهرها، يبين سبحانه وتعالى أن الفرار من الموت لا يمنع الموت، ولا يمنع من قدر الله شيئاً، فالواجب على المؤمن أن يستعد للقاء الله، وأن يعمل الصالحات وأن يتوب من السيئات ، حتى إذا هجم عليه الأجل إذا هو قد استعد للقاء ربه بطاعته والتوبة إليه، أما فراره من بلد إلى بلد ومن مستشفى إلى مستشفى ليسلم من الموت فهذا لا ينجيه من عذاب الله ولا يمنع الموت من المجيء إليه، فالأجل متى وصل لم يمنع منه مانع كما قال عز وجل: وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وقوله سبحانه: إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ولهذا قال: فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ فالمقصود أن الخروج من البلاد أو من القبيلة أو من إقليم إلى إقليم أو من حي إلى حي لأجل الخوف من الموت لا يمنع من الموت، كما قال الله سبحانه: أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ فالموت لابد منه كما قال سبحانه: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فالواجب الإعداد للموت والتأهب بالأعمال الصالحة، بأداء فرائض الله وترك محارم الله، ومن وقوف عند حدود الله بالتوبة إليه من سائر المعاصي، بالتعاون على الخير وبالتواصي بالحق والصبر عليه، هذا هو الواجب على أهل الإسلام ، ولا ينبغي أن يغرهم الشيطان؛ لأن صحتهم أو فرارهم إلى مستشفيات راقية، أو إلى بلاد صحية، أو إلى غير هذا من أسباب الحياة أو من أسباب الرفاه أو من أسباب الصحة، لا ينبغي أن يغرهم هذا، فإن الموت لا يمنعه مانع ولو كان في أصح بلاد ولو كان في أرقى مستشفى، متى جاء الأجل لم يمنعه مانع كما سمعت من الآيات الكريمات .

Icon