الإجابة
هذه الآية الكريمة من أعظم الآيات الواردة في إثبات توحيد الله عز وجل والشهادة بأنه سبحانه هو المعبود بالحق ، يبين فيها جل وعلا : أنه شهد بنفسه وهو أعظم شاهد سبحانه وتعالى أنه لا إله إلا هو كما قال جل وعلا: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وقال سبحانه وتعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ وقال سبحانه وتعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ فشهد في هذه الآية- آية آل عمران- أنه سبحانه لا إله إلاهو، فالمعنى لا إله حق سواه، الآلهة كثيرة، يعبدها المشركون: من أصنام وجن وملائكة وأشجار وأحجار وغير ذلك، لكن كلها باطلة، كلها آلهة باطلة، والإله الحق هو الله وحده سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال جل وعلا : شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وشهد بذلك أيضاً الملائكة الكرام وهم من أعدل الشهود وشهد بذلك أيضاً أولو العلم الذين عرفوا الحق ودانوا به وهم أولو العلم من القرآن والسنة، يشهدون أيضاً لله بالوحدانية، وهذه الآية فيها منقبة عظيمة للملائكة ولأولي العلم وأن الله استشهدهم على وحدانيته؛ لأنهم يعلمون ذلك، وهم عدول، فالملائكة من خير عباد الله، كما قال الله عز وجل: لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ يشهدون لربهم بأنه الإله الحق سبحانه وتعالى، منهم جبرائيل وميكائيل ، وإسرافيل وغيرهم، وهكذا أولو العلم من سابق الزمان وآجل الزمان، من عهد آدم عليه الصلاة والسلام، ومن بعده من الرسل والعلماء، إلى يومنا هذا وإلى أن يقبض الله أرواح المؤمنين في آخر الزمان، كل العلماء الذين عرفوا الحق ودرسوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلهم يشهدون بأنه سبحانه وتعالى هو الإله الحق، وهم خلفاء الرسل فالرسل هم أئمة العلماء، والأنبياء هم أئمة العلماء، وأتباعهم من أهل العلم يشهدون بهذا، يعني علماء السنة، علماء الحق الذين تفقهوا في دين الله وعرفوا ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يشهدون أن الله سبحانه هو الإله الحق وأنه هو المستحق للعبادة، وأنه لا إله إلا هو ولا رب سواه، جل وعلا .