الفتاوى

يقول السائل س.ع: أرجو أن تتفضلوا بتفسير قوله تعالى: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ...
يقول السائل س.ع: أرجو أن تتفضلوا بتفسير قوله تعالى: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ؟

الإجابة

هذه الآية الكريمة فيها وصف لجماعة من اليهود ؛ لأنهم سمّاعون للكذب، أكّالون للسحت يعني ينصتون للكذابين، ويأخذون بقول الكذابين، ومع هذا يأكلون الحرام، السحت هو الحرام كالربا وغيره، هذا وصف لليهود، الذين غضب الله عليهم ، هذا وصفهم قال تعالى: فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ فالسمّاع للكذب هو الذي يعمل بالكذب ويصغي إليه وينفذه ومع ذلك يأكل السحت أي يأكل الحرام، والرسول صلى الله عليه وسلم خيّر إذا جاؤوه أن يحكم بينهم، أو يعرض عنهم، إذا وصلوا إليه ليتحاكموا خيّر بين الحكم بينهم أو تركهم والإعراض عنهم، وإن حكم فالواجب أن يحكم بالقسط، بالحق، ثم أمره الله أن يحكم بينهم، وقال: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ فاستقر الأمر أنهم إذا جاؤوا يتحاكمون إليه، أنه يحكم بينهم بالحق، سواء اليهود أو النصارى أو غيرهم من الكفرة، إذا جاؤوا إلى الحاكم الشرعي، يتنازعون، فإنه يحكم بينهم بالحق، كما قال جل وعلا: وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْـزَلَ اللَّهُ فالواجب الحكم بينهم بالقسط وهو الحق عملاً بالآيات الأخرى .

Icon