الفتاوى

عندنا مسألة نريد تفسيرها لنا على أحسن التفاسير؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ...
عندنا مسألة نريد تفسيرها لنا على أحسن التفاسير؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ، وتلك المسألة يقول الله: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ إلى آخر الآية ؟

الإجابة

يقول ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: وقو تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ نهى أن يقال بعد هذا: زيد بن محمد ، أي: لم يكن أباه ، وإن كان قد تبناه فإنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يعش له ولد ذكر حتى بلغ الحلم ، فإنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولد له القاسم والطيب والطاهر من خديجة رضي الله عنها ، فماتوا صغارًا ، وولد له صلى الله عليه وعلى آله وسلم إبراهيم من مارية القبطية ، فمات أيضًا رضيعًا ، وكان له - صلى الله عليه وسلم - من خديجة أربع بنات: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهن أجمعين ، فمات في حياته - صلى الله عليه وسلم - ثلاث ، وتأخرت فاطمة رضي الله عنها حتى أصيبت به - صلى الله عليه وسلم - ، ثم ماتت بعده بستة أشهر ، وقوله تعالى: وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا، كقوله عز وجل: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ فهذه الآية نـص في أنه لا نبي بعده ، وإذا كـان لا نبي بعده فلا رسول بطريق الأولى والأحرى ؛ لأن مقام الرسالة أخـص من مقام النبوة ، فإن كل رسول نبي ولا ينعكس ، وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حديث جماعة من الصحابة رضي الله عنهم . قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عامر الأزدي حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أُبي بن كعب عن أبيه رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارًا فأحسنها وأكملها ، وترك فيها موضع لبنة لم يضعها ، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون منه ، ويقولون: لو تم موضع هذه اللبنة فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة رواه الترمذي عن بندار عن أبي عامر العقدي به ، وقال: حسن صحيح ، وذكر بعد ذلك عدة أحاديث في الموضوع ، وبإمكانك أيضًا مراجعة تفسير ابن جرير والقرطبي ونحوهما إذا رغبت في التوسع . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

Icon