الإجابة
أقسم الله جل شأنه بكتابه العزيز الذي هو آيته التي آتاها محمدا صلى الله عليه وسلم؛ لتكون معجزة وحجة له على رسالته أنه أنزل عليه القرآن الكريم في ليلة مباركة كثيرة الخير ، وهي ليلة القدر كما قال تعالى: إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ إلى آخر السورة ، وهي في شهر رمضان لقوله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ومن قال: (إنها ليلة النصف من شعبان) فقد أخطأ ، وأبعد النجعة؛ لمخالفته لنصوص القرآن والأحاديث النبوية الثابتة التي بينتها وعينت شهرها وسمتها باسمها ، وليس مع من قال: (إنها ليلة النصف من شعبان) دليل من الكتاب أو السنة الثابتة يعتمد عليه في تفسير الليلة المباركة بذلك ، وليست المسألة عقلية حتى يقال فيها بالرأي أو يعتمد فيها على الأدلة العقلية ، وإنما هي سمعية يعتمد فيها على النقول من الكتاب والسنة الثابتة ، ثم بين سبحانه سنته العادلة ورحمته الشاملة في عباده بقوله: إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ أي مرسلين رسلا يبلغون عن الله شريعته وهدايته لهم ، ويخوفونهم عاقبة مخالفة أوامره ونواهيه؛ إقامة لعدله ، وإسقاطا لمعاذير خلقه ورحمة منه بعباده كما قال تعالى: رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ، وكما قال: ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ ، وقال: مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .