الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تحدى الله تعالى الثقلين ـ الجن والإنس ـ وخاصة مشركي العرب وبلغاءهم الذين كذبوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وكل من يأتي بعدهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن أو سورة مثله، وذلك لإثبات أنه من عند الله تعالى، وليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم ولا أن أحدا من البشر علمه إياه، وإنما هو كلام الله الذي أنزله على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم معجز في جزالة ألفاظه وتركيبها، ومعجز في أسلوبه وخطابه، وفي معانيه وسموها، وفي تشريعه وإرشاده وتوجيهه، وفي قصصه وإخباره بالمغيبات، وفي تأثيره على النفوس والقلوب إلى غير ذلك من أوجه الإعجاز والتي لا زال الناس يكتشفون منها في كل زمان ومكان ولن يزالوا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مصداقا لقول الله تعالى: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق { فصلت:53}.
وسبق أن بينا طرفا من ذلك في الفتويين رقم: 27843، ورقم: 156833.
والله أعلم.