الفتاوى

ما هو تفسير قول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الأنبياء وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ؟
ما هو تفسير قول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الأنبياء وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ؟

الإجابة

الآية على ظاهرها الله سبحانه أرسل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم ، رحمة للعالمين فهو رسول الله إلى الجن والإنس، إلى الجميع، كما قال تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا وقال سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فهو رسول الله إلى الجميع، وهو رحمة من الله إلى العالمين، بأسباب رسالته وطاعة أوامره، ينزل الغيث وينتفع العالم كله، الدواب والشجر والجن والإنس والحيوانات، وتقوم الحجة على الكافر ويبلغ الرسالة، وهو رحمة للعالمين جميعاً فمن دخل في رسالته، صارت الرحمة كاملة في حقه، ودخل الجنة ونجا من النار، ومن لم يدخل قامت عليه الحجة، وانتفت المعذرة وصار بذلك قد رحم، من جهة بلاغه ومن جهة إنذاره، حتى لا يقول: ما جاءني من بشير ولا نذير، هذا ما هو من الرحمة، ثم ما يحصل من الخير ومن الغيث، الذي ينتفع به الكافر والمسلم، وما يحصل من الأمن في العهود والمواثيق، يحصل به الرحمة والخير للمسلم والكافر، إلى أشباه ذلك من الخيرات التي تقع بأسباب هذه الرسالة، حتى للكافر، حتى للدواب، فهو صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين جميعاً، لكن من دخل في الإسلام واستقام على الدين، صارت الرحمة في حقه أكثر وأكمل، ومن لم يدخل في دين الله ناله من الرحمة بقدر ما حصل له من الخير، من غيث وأمن ورزق واسع، بأسباب هذه الرسالة ومن أمنه في بلاده، بالعهود والمواثيق التي بينهم، وبين المسلمين إلى غير ذلك من أنواع الرحمة .

Icon