الإجابة
تكلم ابن جرير وابن كثير وغيرهما من المفسرين على المراد بالملائكة المسومين، فذكر ابن جرير قراءتين في (مسومين) فتح الواو وكسرها، واختار قراءة الكسر، وهذا نص اختياره، قال: (أولى القراءتين في ذلك بالصواب قراءة من قرأ بكسر (الواو)؛ لتظاهر الأخبار عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل التأويل منهم ومن التابعين بعدهم بأن الملائكة هي التي سومت أنفسها، من غير إضافة تسويمها إلى الله عز وجل أو إلى غيره من خلقه... ) انتهى المقصود. وبعد أن ذكر ابن جرير جملة من الأقوال التي تبين العلامات التي صارت مميزة لهم قال: قال أبو جعفر : فهذه الأخبار التي ذكرنا بعضها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه: تسوموا، فإن الملائكة قد تسومت ، وقول أبي أسيد : خرجت الملائكة في عمائم صفر طرحوها بين أكتافهم. وقول من قال منهم: (مسومين): معلمين، ينبئ جميع ذلك عن صحة ما اخترنا من القراءة في ذلك، وأن التسويم كان من الملائكة بأنفسها على نحو ما قلنا في ذلك فيما مضى. انتهى. هذا وننصحك بالرجوع إلى كلام ابن جرير وابن كثير وغيرهما على الآيتين لمزيد الفائدة. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.