الإجابة
الروم هم النصارى المعرفون، وكانت الحالة بينهم وبين الفرس سجالاً في الحرب، يدال هؤلاء على هؤلاء تارة، وهؤلاء على هؤلاء تارة، فأخبر الله سبحانه وتعالى أنهم غُلِبوا، يعني غلبتهم الفرس ، فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ فوقع ذلك فغلبت الروم الفرس ، وكان ذلك في أول المبعث، حين كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عليه الصلاة والسلام ، وكان ذلك من الآيات والدلائل، على صدقه صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول الله حقّاً، فوقع الأمر كما أخبر الله به في كتابه العظيم، الله جل وعلا هو أعلم بالمغيبات، ويخبر نبيه بما يشاء منها، سبحانه وتعالى كما أخبره بكثير مما يقع في آخر الزمان، وكما أخبره عما كان مضى من الزمان، عن أخبار عاد وثمود وقوم نوح وفرعون وقومه، وغير ذلك، وكما أخبره عليه الصلاة والسلام ربه، عما يكون يوم القيامة، وحال أهل الجنة وحال أهل النار، إلى غير ذلك فهذا من جملة الأخبار الغيبية، التي أخبر بها القرآن فوقعت كما أخبر ، وكان ذلك من علامات صدق رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام ، وأنه وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى .