الفتاوى

يقول السائل: ما تفسير قول الحق تبارك وتعالى، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ...
يقول السائل: ما تفسير قول الحق تبارك وتعالى، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا الآية؟

الإجابة

معنى الآية على ظاهرها، وهذا وعد من الله عز وجل، أن الناس لو استقاموا على الطريقة، التي رسم الله لهم من اتباع الشرع، وطاعة الأوامر وترك النواهي، لأسقاهم الله الغيث الكثير، الذي ينفعهم في حروثهم وفي آبارهم، وفي سائر شؤونهم، ولكن بسبب التفريط والإضاعة، والتساهل قد يؤخذ الناس بأنواع العقوبات التي منها الجدب والقحط ومنع الغيث، كما قال جل وعلا : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ وقال تعالى: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ ، فالحاصل أن القوم قد يعاقبون بالجدب والقحط، لمعاصيهم وقد ينزل الله عليهم الغيث، ويمنحهم من فضله أنواع الخيرات، بسبب طاعاتهم واستقامتهم على أمر الله، وقد يبتلي بعض عباده بالسراء على معاصيهم ، لعلهم يرجعون ولعلهم ينتهون، كما قال تعالى: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ، فالواجب الحذر وألا يغتر الإنسان بإملاء الله وإمهاله له على ما هو عليه من المعاصي، مع وجود النعم العظيمة والخير الكثير، فقد يكون استدراجًا. وهذه الطريقة التي جاءت في الآية الكريمة هي طريقة إسلامية مشروعة، وليست طريقة صوفية .

Icon