الفتاوى

صليت خلف إمام، وأنا في طريقي إلى مقر عملي صلاة المغرب، فقرأ بعد الفاتحة سورة تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ، وبعد الفراغ من الصلاة سأله...
صليت خلف إمام، وأنا في طريقي إلى مقر عملي صلاة المغرب، فقرأ بعد الفاتحة سورة تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ، وبعد الفراغ من الصلاة سأله أحد المأمؤمين، عن تفسير قوله تعالى: فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ . فقال الإمام معناها ممتد أي معنى، ممسد ممتد، وهو حين قرأ كلمة مسد، نطقها بكسر السين مسد، فرددت عليه حسب معرفتي من الدراسة، أن معنى: مسد: أي من مسد جهنم، أي حرها ولهبها، فردَّ عليَّ الإمام، بغضب، يقول: أنا أكبر منك وأعرف منك، علمًا بأنه ليس إمامًا رسميًّا في المسجد، وإنما في الطريق فقط، ولم أرد عليه تقديرًا لكبره، ولحضور بعض المصلين معنا، فسكت وأنا غير راضٍ عن ذلك، فهل عليَّ إثم على سكوتي، وأتركه يفسر على مزاجه كلام الله المطهر؟

الإجابة

لا شك أن قوله تعالى: في جيدها يعني في عنقها، حبل من مسد يعني من النار، لكن تفسير المسد بالنص على المعنى، المراد، من كلام الله عز وجل يحتاج إلى العناية، بكلام أهل التفسير، كتفسير ابن جرير ، وابن كثير والبغوي ، وتفسير الشوكاني ، فيمكنه مطالعة هذه الكتب وأشباهها، كالقرطبي أيضًا، يتضح كلام أهل التفسير في ذلك ولا شك أن المراد هنا أنه شيء من العذاب، المسد شيء من العذاب، الحبل الممسد شيء من العذاب، الذي تعذب به هذه المرأة، بسبب عدائها للنبي صلى الله عليه وسلم، هي وزوجها وإيذائهما للنبي صلى الله عليه وسلم، بما يحملان من الحطب، ويلقيانه في طريقه عليه الصلاة والسلام ، فالحاصل أن هذا الشيء يرجع فيه للتفسير لا لكلام الإمام، هذا المسكين ولا غيره، بل يراجع في هذا كلام المفسرين، كما تقدم فقد أوضحوا معنى ذلك، وبينوا كلام المفسرين الأولين في ذلك، وهو بلا شك يدل على أنه عذاب، في جيدها حبل من مّسد، حبل من العذاب ، الذي وعد الله به أمثال هؤلاء، لكن تفسير عين المسد ما هو، ووجه التسمية، هذا يحتاج إلى مطالعة التفسير، ولا يحضرني الآن كلام أهل التفسير في هذه الكلمة، وفي إمكان كل طالب علم، أن يراجع كلام المفسرين ويعلم ما قالوا في هذا، فالحمد لله الأمر قريب وواضح .

Icon