الإجابة
الحمد لله
أولًا:
لم يقع في القرآن المجيد ذكر لعقوبة الله تعالى لقوم إبراهيم، ولقوم عيسى عليه السلام، إلا ما ورد مجملًا، في آيات منها، قوله سبحانه: أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) [التوبة: 70]، وقوله: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44) فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46)] [الحج].
وقوله تعالى عن بني إسرائيل: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) [المائدة].
ثانيًا:
أما ما ذكره أهل التفسير والتاريخ عن عذاب هؤلاء القوم، فنذكر منه ما يلي:
1- ما ورد في عقوبة قوم إبراهيم:
أن الله تعالى سلط عليهم البعوض فأهلكهم، وأذلهم الله تعالى بتلك الحشرة، وقد ذكر هذا الطبري في التاريخ: (1/ 287)، والتفسير: (11/ 554)، وابن كثير في البداية: (1/ 345).
وذكر بعضهم، أن الله أهلك ملكهم بالأكاديين، فسلطوا عليهم، ودمروا ملكهم، انظر: موجز التاريخ: (17).
2- ما ورد في عقوبة قوم عيسى:
فقد ذكروا أن عيسى عليه السلام دعا عليهم فمسخوا قردة وخنازير، انظر: تفسير الطبري: (8/ 587 - 591)، التفسير البسيط: (7/ 490)، والمحرر الوجيز: (2/ 223) .
لكن: ذكر ابن عطية أن " ذكر المسخ ليس مما تعطيه ألفاظ الآية، وإنما تعطي ألفاظ الآية أنهم لعنهم الله ، وأبعدهم من رحمته ، وأُعلِم بذلك العباد المؤمنون على لسان داود النبي في زمنه، وعلى لسان عيسى في زمنه ".
وأما تفسير ذلك ، أو وجه الحكمة منه : فلم نقف على أحد من أهل العلم ، فسره ، أو تعرض لذكر حكمته . فالله أعلم بحقيقة الحال .
خلاصة الجواب :
لم يثبت في القرآن عقوبة مفصلة لقوم إبراهيم وعيسى صلوات الله وسلامه عليهما، لكن أورد أهل التفسير والتاريخ عقوبات مفصلة لهم .
والله أعلم