مكية، وهي ثماني آيات.
ﰡ
٢ أخرجه البخاري في كتاب: الرقاق، باب: سكرات الموت (٦٥١٤)..
٣ أخرجه مسلم في كتاب: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار (٢٨٦٥)..
٤ أخرجه الترمذي في كتاب: المناقب، باب: فضل الشام واليمن (٣٩٦٤)، وأخرجه أبو داود في كتاب: الأدب، باب: في التفاخر بالأحساب (٥١٠٧)..
فائدة : السؤال عن النعيم وإن كان بدلالة سياق الآية وأحد تأويلها مختصا بأهل التكاثر ؛ لكن ثبت بما تواتر من الأحاديث أن السؤال عام، يسأل الكفار والمؤمنون. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية قال :" الأمن والصحة "، وكذا عن ابن عباس في الآية قال : صحة الأبدان والأسماع والأبصار، يسأل الله العباد فيما استعملوها. وأخرج الفريابي وأبو نعيم عن مجاهد في هذه الآية قال : كل شيء من لذة الدنيا. وعبد الرزاق، عن قتادة في هذه الآية أنه قال : إن الله سائل كل نعمة فيما أنعم عليه. وأخرج أحمد في الزهد عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية قال :" ناس من أمتي يعقدون الثمر العسل بالنقي فيأكلونه ". وأخرج الترمذي عن أبي هريرة قال : لما نزلت هذه الآية قال الناس : يا رسول الله، عن أي النعيم نسأل، وإنما هو الأسودان، والعدو حاضر، وسيوفنا على عواتقنا ؟ قال :" أما إن ذلك سيكون " ٢. وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : لما نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله، وأي نعيم نحن فيه، وإنما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير، فأوحى إليهم " أليس تتخذون النعال، وتشربون الماء البارد، فهذا من النعيم ". وعن علي رضي الله عنه قال : من أكل خبز البر، وكان له ظل، وشرب الماء الفرات، فذلك من النعيم الذي يسأل عنه. وروى الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة في حديث مسيره صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر إلى بيت أبي الهيثم وأكلهم الرطب واللحم وشربهم الماء، قوله صلى الله عليه وسلم :" إن هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة "، فلما كبر على أصحابه قال : إذا أصبتم مثل هذا، وخبزتم بأيديكم، فقولوا : بسم الله، وعلى بركة الله، وإذا شبعتم فقولوا : الحمد لله الذي هو أشبعنا، وأروانا، أنعم علينا وأفضل، فإن هذا "، وعن ابن عباس هذه القصة ونحوه. وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تناصحوا في العلم، ولا يكتم بعضكم بعضا، فإنه خيانة الرجل في علمه أشد من خيانة في ماله، وإن الله يسألكم عنه "، رواه الطبراني والأصبهاني. وعن أبي الدرداء : أول ما يسأل عنه العبد : ما عملت فيما عملت ؟ رواه أحمد وابن المبارك. وعن أبي الدرداء : أول ما يسأل عنه العبد : ما علمت فيما علمت ؟ رواه أحمد وابن المبارك. وعن ابن عمر مرفوعا :" يسأل العبد عن جاهه، كما يسأل عن ماله " رواه الطبراني. وعن ابن عباس : ما من عبد يخطو خطوة إلا يسأل الله عنها، ما أراد بها، رواه أبو النعيم. وعن معاذ مرفوعا " إن المؤمن يسأل يوم القيامة عن جميع سعيه، حتى كحل عينيه "، رواه أبو نعيم وابن أبي حاتم. عن الحسن مرفوعا " ما من عبد يخطب إلا الله سائله منها ماذا أراد بها " مرسل جيد الإسناد، رواه البيهقي. وكلمة ثم في الآية تدل على أن السؤال بعد رؤية الجحيم، قلت : وذلك لأجل أن السؤال يكون على الصراط، قال الله تعالى :﴿ وقفوهم إنهم مسئولون ٢٤ ﴾٣ وعن أبي هريرة الأسلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تزول قدما عبد عن الصراط حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن علمه فيما عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه " ٤ رواه مسلم، وروى الترمذي وابن مردويه ابن مسعود مثله.
٢ أخرجه الترمذي في كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة ألهاكم التكاثر (٣٣٥٦)..
٣ سورة الصافات، الآية: ٢٤..
٤ أخرجه الترمذي في كتاب: صفة القيامة والرقائق والورع..