ﰡ
﴿ ألهاكم التّكاثر ١ حتى زرتم المقابر ٢ كلا سوف تعلمون ٣ ثم كلا سوف تعلمون ٤ كلا لو تعلمون علم اليقين ٥ لترونّ الجحيم ٦ ثم لترونّها عين اليقين ٧ ثم لتسئلنّ يومئذ عن النعيم ﴾.
يبين الله في هذه الآيات حال الإنسان الذاهل المنشغل بمتاع الحياة الدنيا وزينتها عن الآخرة. فهو على حاله من اللهو والسهو والغفلة عن أمر ربّه حتى يفاجئه الموت، فيصار به إلى جهنم مع الخاسرين. فقال سبحانه :﴿ ألهاكم التكاثر ﴾ أي شغلكم حبّ المال والمباهاة بكثرته عن دين الحق. أوأنساكم التفاخر بالأموال والأولاد طاعة الله.
على أن زيارة القبور مندوب إليها، فهي تذكّر الموت والآخرة، وتدعو إلى الزهد في الدنيا. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا القبور، فإنها تزهد في الدنيا، وتذكّر الآخرة "، وكفى بالموت واعظا، فإنه هادم اللذات، ومفرّق الجماعات، وميتّم البنين والبنات، على أن زيارة القبور للرجال مندوب إليها. أما زيارة النساء للقبور فمختلف في حكمها. فقد قيل بحرمتها في حق النساء، وذلك لما رواه الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لعن الله زوّارات القبور "، ولعل علة النهي عن زيارتهن القبور حصول الفتنة. فإذا لم يكن ثمة فتنة في زيارتهن فلا حرج عليهن في ذلك. وعلى هذا إذا انفردت النساء بالخروج عن الرجال فغابت أسباب الفتنة، أبيح لهن الخروج.