ﰡ
قوله تعالى ﴿ ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ﴾
قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب قال : أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن لابن آدم واديا من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب ".
وقال البخاري : وقال لنا أبو الوليد : حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس عن أبيّ قال : كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت ﴿ ألهاكم التكاثر ﴾ [ الصحيح ١١/ ٣٥٨- ك الرقاق، ب ما يتقي من فتنة المال ح ٦٤٣٩-٦٤٤٠ ].
وقال مسلم : حدثنا هداب بن خالد، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن مطرف، عن أبيه، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ " :﴿ ألهاكم التكاثر ﴾ قال : " يقول ابن آدم : مالي. مالي. [ قال ] : وهل لك، يا ابن آدم ! من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت ".
[ الصحيح ٤/ ٢٢٧٣- ك الزهد والرقائق ح ٢٩٥٨ ]
قال أحمد : حدثنا محمد بن بكر البرساني، حدثنا جعفر –يعني ابن برقان- قال : سمعت يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أخشى عليكم الفقر، ولكن أخشى عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكن أخشى عليكم العمد ".
[ المسند ٢/ ٣٠٨ ]، وأخرجه ابن حبان في [ صحيحه ٨/ ١٦ ح ٣٢٢٢ ] من طريق خالد بن حيان، والحاكم في [ المستدرك ٢/ ٥٣٤ ] من طريق البرساني، كلاهما عن جعف بن برقان به، قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح، وقد عزاه لأحمد [ مجمع الزوائد ٣/ ١٢١ ]، وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح [ المسند بتحقيقه، ح ٨٠٦٠ ]، وحسن الأرنؤوط إسناده [ حاشية الإحسان ].
انظر حديث أبي هريرة عند البخاري المتقدم عند الآية [ ٣٧ ] من سورة فاطر، وهو حديث : " أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة ".
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ألهاكم التكاثر ﴾ قال : كانوا يقولون : نحن أكثر من بني فلان، ونحن أعد من بني فلان، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم.
انظر حديث مسلم عن أنس المتقدم عند الآية ١٠١ من سورة المائدة، وهو حديث : " عرضت عليّ الجنة والنار.. ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ".
قال البخاري : حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن سعيد- هو ابن أبي هند- عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة، والفراغ ".
[ الصحيح ١١/ ٢٣٣- ك الرقاق، ب ما جاء في الرقاق، وأن لا عيش إلا عيش الآخرة ح ٦٤١٢ ].
وقال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا خلف بن خليفة، عن يزيد ابن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال : " ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة " ؟ قالا : الجوع يا رسول الله ! قال : " وأنا والذي نفسي بيده ! لأخرجني الذي أخرجكما، قوموا " فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت : مرحبا ! وأهلا ! فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أين فلان " ؟ قالت : ذهب يستعذب لنا من الماء، إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ثم قال : الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني. قال : فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال : كلوا من هذه، وأخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياك ! والحلوب "، فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر : " والذي نفسي بيده ! لتُسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع/ ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم ".
[ الصحيح ٣/ ١٦٠٩- ك الأشربة، ب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك ح ٢٠٣٨ ].
وقال الترمذي : حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمان بن حاطب، عن عبد الله بن الزبير بن العوام، عن أبيه قال : لما نزلت ﴿ ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ﴾ قال الزبير : يا رسول الله، فأيُّ النعيم نسأل عنه، وإنما هما الأسودان التمر والماء ؟ قال : " أما إنه سيكون ".
[ السنن ٥/ ٤٤٨- ك التفسير- سورة التكاثر ] قال الترمذي : حديث حسن، وأخرجه ابن ماجة [ ٢/ ١٣٩٢- ك الزهد، ب معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ح ٤١٥٨ ] بإسناد الترمذي نفسه، وأخرجه الضياء المقدسي في [ المختارة ٣/ ٥٤-٥٥ ح ٨٥٧-٨٥٨ ] من طرق عن سفيان به، قال محققه فيهما : إسناده حسن، وحسنه محققو مسند أحمد بإشراف : أ. د عبد الله التركي ٣/ ٢٤ ح ١٤٠٥ ].
قال الترمذي : حدثنا عبد بن حميد، حدثنا شبابة، عن عبد الله بن العلاء، عن الضحاك بن عبد الرحمان بن عرزم الأشعري قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما يسئل عنه يوم القيامة - يعني العبد - من النعيم أن يقال له : ألم نصح لك جسمك، ونرويك من الماء البارد ".
[ السنن ٥/ ٤٤٨ح ٣٣٥٤ – ك التفسير، ب ومن سورة التكاثر ]، وأخرجه الحاكم [ المستدرك ٤/١٣٨ ] من طريق عبد الله بن روح المدائني عن شبابة به. قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال الألباني :[ صحيح سنن الترمذي ح ٦٧٤ ].
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :﴿ ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ﴾ قال النعيم : صحة الأبدان والأسماع والأبصار، قال : يسأل الله العباد فيما استعملوها، وهو أعلم بذلك منهم، وهو قوله ﴿ إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ﴾.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ﴿ ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ﴾ قال : عن كل شيء من لذة الدنيا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ﴿ ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ﴾ قال : إن الله عز وجل سائل كل عبد عما استودعه من نعمه وحقه.