الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالشيخ/ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- عالم جليل، ومفسر كبير له مكانته وفضله، وقدم الكثير لخدمة الإسلام والمسلمين، ولكنه غير معصوم -كغيره من العلماء-، فينبغي أن يستفاد من تفسيره وخواطره مع الانتباه لبعض ما قد يخطئ فيه، وراجع الفتويين: 19442، 115131.
وأما تحقيق الكتاب: فيمكن أن يكون مفيدًا -إن شاء الله- في مواضع، منها:
1- تحقيق الأحاديث؛ ففيه أحاديث ضعيفة، وموضوعة، أو أقوال مأثورة تُذكر على أنها أحاديث.
2- مقارنة كلام الشيخ بكلام السلف؛ فكثيرا ما يأتي بكلام غير مسبوق، وقد يكون متجهًا، وقد لايكون، وهذا يحتاج إلى دراية قوية بأصول التفسير، وخصوصًا الخلاف في التفسير، والحكم على قول بأنه غير سائغ يحتاج استيعاب الأقوال جيدًا، ومعرفة متى يجوز إحداث قول جديد، ويمكنك الاستفادة من كتب أصول التفسير، ومن تطبيقات الشيخ/ مساعد الطيار في تفسير جزء عم، وفي تعليقه على تفسير الطبري.
3- يمكن مطابقة أقوال الشيخ بما يذكره الزمخشري في الكشاف، فهو مصدر رئيس للشيخ -رحمه الله-، والاستفادة من استدراكات المفسرين على الزمخشري التفسيرية والبلاغية للاستفادة منها في الاستدراك على ما يشبهها.
4- كان للشيخ دور كبير في مواجهة بعض شبهات المستشرقين حول القرآن، وبعض ذلك قد يحتاج إلى مزيد تحقيق، فيمكن الاعتناء به، وتكميل ما ينقصه.
ونطرح عليك فكرة أخرى قد تكون أيسر؛ لأن مشروعك يحتاج جهدًا كبيرًا جدًّا، بل قد يحتاج لفريق عمل، فيمكن أن تجمع فوائد وفرائد من تفسير الشعراوي؛ فالشيخ كان تفسيره على طريق التفسير للناس في المسجد -ولم يكن مكتوبًا ابتداء-، وبالتالي؛ فهو يذكر كلام المفسرين (مضمونه)، ويزيد فوائد، ويوضح بعض كلامهم؛ فيمكن أخذ فوائده الجديدة، وإيضاحاته لكلام من قبله، ورده على شبهات المستشرقين -مع ضبطه-، وجمعه في كتاب؛ فهذا قد يزيد الانتفاع به.
ونسأل الله أن يعينك، ويوفقك لما فيه صلاح المسلمين.
والله أعلم.