الأخ/ ع.ف.م، من السودان ، يسأل ويقول: كيف نوفق بين قوله تعالى: يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ وبين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: رفعت الأقلام وجفت الصحف وضّحوا لنا جزاكم الله خيراً؟
الإجابة
لا منافاة بين الأحاديث وبين الآية الكريمة، فإن الآية فسّرها أهل العلم بأن المراد منها الشرائع، يمحو الله ما يشاء، مما شرع، ويثبت ما يشاء سبحانه وتعالى ، فينسخ شيئاً ويثبت شيئاً مما شرع، سبحانه وتعالى، والبعض فسّرها بالحسنات والسيئات، يمحو الله ما يشاء من السيئات بالتوبة والحسنات، ويمحو بعض الحسنات بتعاطي ما حرم الله عز وجل مما يزيلها، فالحاصل أنه ليس المراد بها ما سبق له القدر، ما سبق القدر لا يمحى، ما سبق به القدر في علم الله أنه يقع لا يمحى، بل الأقدار ماضية رُفِعَتِ الْأَقْلامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ فما قدَّره الله وسبق في علمه أنه يكون يكون، وما سبق في علمه أنه لا يكون لا يكون، فهو غير داخل في الآية الكريمة، وإنّما الآية فيما يتعلق بالشرائع، والأحكام أو الحسنات والسيئات، لا فيما يتعلق بالأقدار، هذا هو أصح ما قيل في الآية الكريمة .