الإجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخبر الله تعالى عن كلب أصحاب الكهف بقوله :وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ . والوصيد هو الفناء أو الباب, فدل على أن الكلب لم يدخل معهم إلى كهفهم , وقد أبدى بعض العلماء في ذلك حكمة وهي ما ذكر من أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله . قوله تعالى: وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد. {الكهف : 18}. قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة : الوصيد الفناء , وقال ابن عباس : بالباب . وقيل : بالصعيد وهو التراب , والصحيح أنه بالفناء وهو الباب , ومنه قوله تعالى : إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ {الهمزة:8}. أي مطبقة مغلقة , ويقال : وصيد وأصيد, ربض كلبهم على الباب كما جرت به عادة الكلاب , قال ابن جريح : يحرس عليهم الباب , وهذا سجيته وطبيعته حيث يربض ببابهم كأنه يحرسهم , وكان جلوسه خارج الباب , لأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب , كما ورد في الصحيح ولا صورة ولا جنب ولا كافر , كما ورد به الحديث الحسن , وشملت كلبهم بركتهم فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال , وهذا فائدة صحبة الأخيار , فإنه صار لهذا الكلب ذكر وخبر وشأن . انتهى .
والله أعلم.