الفتاوى

ما الطريقة التي أسلكها للتخلص من مدح الناس وثنائهم علي، علمًا أني أعمل معلمًا للقرآن الكريم في الحرم المكي؟ وهل من نصيحة لمعلمي القرآن...
ما الطريقة التي أسلكها للتخلص من مدح الناس وثنائهم علي، علمًا أني أعمل معلمًا للقرآن الكريم في الحرم المكي؟ وهل من نصيحة لمعلمي القرآن عمومًا؟

الإجابة

الطريقة التي يسلكها للتخلص من مدح الناس وثنائهم عليه ما ذكره ابن القيم -رحمه الله- في (الفوائد)، حيث ذكر فائدة معناها: (إذا حدثتك نفسك بالإخلاص فاعمد إلى حب المدح والثناء فاذبحه بسكين علمك ويقينك أنه لا أحد ينفع مدحه ولا يضر ذمه إلا الله)، ثم ذكر قصة الأعرابي الذي قال للنبي -عليه الصلاة والسلام-: يا رسول الله إن حمدي زين وإن ذمي شين، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ذاك الله عز وجل» [الترمذي: 3267]، فالإنسان الذي يتأثر بالمدح ويتأثر بالذم كلام ابن القيم يدل على أن في إخلاصه شيئًا، مع أن بعضهم استدل بقول الله -جل وعلا- في أواخر سورة آل عمران: {يُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ} [آل عمران: 188] على أنه إذا أحب أن يُحمد بما فعل أنه لا شيء في ذلك، وإنما المحظور والمذموم أن يُحب المدح والثناء فيما لم يفعله، علمًا بأن الأكمل والأقرب إلى الإخلاص أن يُعرِض إعراضًا تامًا عن حب المدح والثناء، والله المستعان.

Icon