مسألة: قوله تعالى: ﴿كونوا قوامين بالقسط شهداء لله﴾ ؟ . وفى المائدة: ﴿قوامين لله شهداء بالقسط﴾ ؟ .
جوابه: أن الآية هنا تقدمها نشوز الرجال وإعراضهم عن النساء والصلح على مال، وإصلاح حال الزوجين، والإحسان إليهن، وقوله تعالى: ﴿ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء﴾ ، وقوله تعالي: ﴿وأن تقوموا لليتامى بالقسط﴾ ، وشبه ذلك، فناسب تقديم القسط وهو العدل أي: كونوا قوامين بالعدل بين الأزواج وغيرهن، واشهدوا لله لا لمراعاة نفس أو قرابة. وأية المائدة: جاءت بعد أحكام تتعلق بالدين، والوفاء بالعهود والمواثيق لقوله تعالى في أول السورة: ﴿أوفوا بالعقود﴾ إلى آخره، وقوله تعالى قبل هذه الآية: ﴿واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به﴾ الآية. ولما تضمنته الآيات قبلها من أمر ونهى، فناسب تقديم: ﴿لله﴾ أي: كونوا قوامين بما أمرتم أو نهيتم لله، لماذا شهدتم فاشهدوا بالعدل لا بالهوى
ﵟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﵞ سورة المائدة - 8