مسألة: قوله تعالى: ﴿كدأب آل فرعون﴾ ؟
الجواب : قال هنا: ﴿كذبوا بآياتنا﴾ إلى قوله: ﴿والله شديد العقاب﴾ وفى أول الأنفال: ﴿كفروا بآيات الله﴾ الآية. وفي الثانية ﴿كذبوا بآيات ربهم﴾ الآية أما الكاف هنا: فترجع إلى قوله: ﴿لن تغني عنهم أموالهم﴾ الآية. فلم تغني عن آل فرعون من العذاب. أو معناه: دأبهم كدأب آل فرعون. وفى الأنفال يتعلق بقوله تعالى: ﴿يضربون وجوههم﴾ كدأب آل فرعون. والثانية فيها تعلق. بقوله: ﴿حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾ كدأب آل فرعون، والله تعالى أعلم.
وأما قوله تعالى: (بآياتنا ... والله شديد العقاب) لتجانس ما تقدم. قيل: وهو قوله: ﴿إنك جامع الناس﴾ ثم قال: ﴿إن الله لا يخلف الميعاد﴾ جاء بالظاهر بعد المضمر. وأما آية الأنفال الأولى: فلتناسب ما تقدمها من إبراز الظاهر في قوله: ﴿ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم﴾ ﴿وأن الله ليس بظلام للعبيد﴾ فقال: ﴿كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي﴾ الآية. وأما الثانية: فجاءت بعد قوله تعالى: ﴿لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم﴾ الآية. أي: كذبوا بآيات من ربهم بنعمه عليهم التي لا تحصى. فلما ذكر نعمه التي رموا بها ناسب قوله: ﴿بآيات ربهم﴾ المنعم عليهم. وكرر ذلك في الأنفال مع قرب العهد: للتنبيه على عقاب الآخرة في الآية الأولى، وعلى عقاب الدنيا في الآية الثانية.
ﵟ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﵞ سورة آل عمران - 11