قوله ﴿وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو﴾ قدم اللعب على اللهو في هذه السورة في موضعين وكذلك في سورتي القتال والحديد وقدم اللهو على اللعب في الأعراف والعنكبوت وإنما قدم اللعب في الأكثر لأن اللعب زمانه الصبا واللهو زمانه الشباب وزمان الصبا مقدم على زمان الشباب يبينه ما ذكر في الحديد ﴿اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب﴾ كلعب الصبيان ولهو كلهو الشبان وزينة كزينة النسوان وتفاخر كتفاخر الإخوان وتكاثر كتكاثر السلطان , وقريب من هذا في تقديم لفظ اللعب على اللهو قوله تعالى ﴿وما بينهما لاعبين﴾ ﴿لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا﴾ وقدم اللهو في الأعراف لأن ذلك في القيامة فذكر على ترتيب ما انقضى وبدأ بما به الإنسان انتهى من الحالتين وأما العنكبوت فالمراد بذكرها زمان الدنيا وأنه سريع الانقضاء قليل البقاء ﴿وإن الدار الآخرة لهي الحيوان﴾.
ﵟ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﵞ سورة الأنعام - 32