قوله عز وجل ﴿إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق﴾ وفي هذه أيضا ﴿إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس﴾ الفرق بين أنزلنا إليك الكتاب وأنزلنا عليك قد سبق في البقرة ونزيده وضوحا أن كل موضع خاطب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ﴿إنا أنزلنا إليك﴾ ففيه تكليف وإذا خاطبه بقوله ﴿أنا أنزلنا عليك﴾ ففيه تخفيف واعتبر بما في هذه السورة فالذي في أول السورة ﴿إليك﴾ فكلفه الإخلاص في العبادة والذي في آخرها ﴿عليك﴾ فختم الآية بقوله ﴿وما أنت عليهم بوكيل﴾ أي لست بمسئول عنهم فخفف عنه ذلك
ﵟ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﵞ سورة النساء - 105