مسألة: قوله تعالى: ﴿أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض﴾ ثم قال تعالى: ﴿أن يرسل عليكم حاصبا﴾ قدم الخسف على الحاصب وفى الأنعام: قدم المؤخر ههنا وأخر المقدم في قوله تعالى: ﴿قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم﴾ ؟ .
جوابه: لما تقدم هنا: ﴿هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا﴾ الآية، ناسب أن يليه الوعيد بالخسف في الأرض التي أذلها. وأية الأنعام: تقدمها قوله تعالى ﴿وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة﴾ ﴿قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر﴾ الآية، وهو فوق الأرض فناسب ذلك تقدم ما هو من جهة فوق.
ﵟ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﵞ سورة الأنعام - 65