قوله ﴿إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي﴾ في هذه السورة وفي آل عمران ﴿وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي﴾ وكذلك في الروم 19 ويونس 31 ﴿يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي﴾ لأن ما في هذه السورة وقعت بين أسماء الفاعلين وهو ﴿فالق الحب والنوى﴾ ﴿فالق الإصباح وجعل الليل سكنا﴾ واسم الفاعل يشبه الاسم من وجه فيدخله الألف واللام والتنوين والجر وغير ذلك ويشبه الفعل من وجه فيعمل عمل الفعل ولا يثنى ولا يجمع إذا عمل وغير ذلك ولهذا جاز العطف عليه بالفعل نحو قوله ﴿إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا﴾ وجاز عطفه على الفعل نحو قوله ﴿سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون﴾ فلما وقع بينهما ذكر ﴿يخرج الحي من الميت﴾ لفظ الفعل ﴿ ومخرج الميت من الحي﴾ بلفظ الاسم عملا بالشبهين وأخر لفظ الاسم لأن الواقع بعده اسمان والمتقدم اسم واحد بخلاف ما في آل عمران لأن ما قبله وما بعده أفعال فتأمل فيه فإنه من معجزات القرآن .
ﵟ ۞ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ ۖ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﵞ سورة الأنعام - 95