مسألة: قوله تعالى: ﴿لقد أرسلنا نوحا﴾ بغير واو. وفى هود: ﴿ولقد أرسلنا﴾ ؟ .
جوابه: أن هنا لم يتقدمه دعوى نبوة ورد قوم مدعى ذلك عليه، فهو كلام مبتدأ. وفى هود والمؤمنين: تقدم ما يشعر بذلك وهو قوله تعالى: ﴿ومن قبله كتاب موسى﴾ الآية، فحسن العطف عليه بالواو، وتسلية للنبى - صلى الله عليه وسلم - وتخويفا لقومه بقوله تعالى: ﴿فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك﴾ ، ﴿أم يقولون افتراه﴾ الآيات. وأما المؤمنين: فلتقدم ذكر نعمه على المكلفين بحملهم على الفلك الذي كان سببا لوجودهم ونسلهم، فعطفت عليه بالواو وبقوله: (وعليها وعلى الفلك تحملون (22) فلأنه تقدم قوله تعالى: ﴿ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق﴾ فناسب العطف عليه بقوله تعالى: ﴿ولقد أرسلنا نوحا﴾ الآية.
ﵟ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﵞ سورة هود - 25