الوقفات التدبرية

قوله تعالى: (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه...

قوله تعالى: ﴿وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله﴾ . وفى فاطر: ﴿ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر﴾ ؟ . جوابه: أن آية النحل: سيقت لتعداد النعم على الخلق بدليل تقديم قوله تعالى: ﴿وهو الذي سخر البحر﴾ . وأية فاطر: سيقت لبيان القدرة والحكمة بدليل قوله تعالى: ﴿والله خلقكم من تراب﴾ الآية، فتكرر ﴿منه﴾ في النحل لتحقيق المنة والنعمة، ولذلك عطف ﴿ولتبتغوا﴾ بالواو العاطفة لمناسبة تعدد النعم. كما تقدم. وقدم ﴿مواخر﴾ على ﴿فيه﴾ لأنه امتن عليهم بتسخير البحر، فناسب تقديم ﴿مواخر﴾ أي شاقة للماء وأيضا ليلى المفعول الثاني المفعول الأول لـ ﴿ترى﴾ فإنه أولى من تقديم الظرف. وأما آية فاطر فحذف ﴿منه﴾ لدلالة ﴿(ومن كل تأكلون﴾ عليها، وقدم ﴿فيه﴾ له على ﴿مواخر﴾ لأن شق الفلك الماء لجريانه فيه آية من آيات الله تعالى فالتقدم فيه أنسب للفلك

ﵟ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﵞ سورة النحل - 14


Icon