الوقفات التدبرية

قوله {وهو الذي يرسل الرياح} في هذه السورة وفي الروم بلفظ المستقبل...

قوله ﴿وهو الذي يرسل الرياح﴾ في هذه السورة وفي الروم بلفظ المستقبل وفي الفرقان وفاطر بلفظ الماضي لأن ما قبلها في هذه السورة ذكر الخوف والطمع وهو قوله ﴿وادعوه خوفا وطمعا﴾ وهما يكونان في المستقبل لا غير فكان ﴿يرسل﴾ بلفظ المستقبل أشبه بما قبله وفي الروم قبله ﴿ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره﴾ فجاء بلفظ المستقبل لفقا لما قبله. وأما في الفرقان فإن قبله ﴿كيف مد الظل﴾ الآية وبعد الآية ﴿وهو الذي جعل لكم﴾ و ﴿مرج﴾ و ﴿خلق﴾ فكان الماضي أليق به وفي فاطر مبني على أول السورة ﴿الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة﴾ وهما بمعنى الماضي لا غير فبنى على ذلك فقال ﴿أرسل﴾ بلفظ الماضي ليكون الكل على مقتضى اللفظ الذي خص به

ﵟ ۞ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﵞ سورة الفرقان - 53


Icon