الوقفات التدبرية

قوله تعالى: (ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا) وبعدها: (ولقد صرفنا...

قوله تعالى: ﴿ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا﴾ وبعدها: ﴿ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن﴾ وفى الكهف: ﴿ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس﴾ ؟ جوابه: مع ما تقدم من تنويع الكلام للفصاحة والإعجاز: أن الأولى: وردت بعد ما تقدم من الآيات من الوصايا والعظات والتسويفات، ولذلك قال: ﴿ليذكروا﴾ أي يذكروه فيعملوا به. والثانية: وردت بعد أفعال وأقوال من قوم مخصوصين: ﴿وإن كادوا ليفتنونك﴾ ﴿وإن كادوا ليستفزونك﴾ (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن) الآية، فناسب تقديم ذكر الناس وقيام الحجة عليهم بعجزهم عن الإتيان بمثله، ولذلك جاء بعده: ﴿وقالوا لن نؤمن لك﴾ . وأما آية الكهف فوردت بعد ذكر إبليس وعداوته وذم اتخاذه وذريته أولياء، فناسب تقديم ذكر القرآن الدال على عداوته ولعنه...

ﵟ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﵞ سورة الكهف - 54


Icon