الوقفات التدبرية

مسألة: قوله تعالى: (لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها) وقال...

مسألة: قوله تعالى: ﴿لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها﴾ وقال بعده: ﴿فأردنا﴾ ، وقال في الثالثة: ﴿فأراد ربك﴾ ؟ جوابه: أن هذا حسن أدب من الخضر مع الله تعالى. أما في الأول: فإنه لما كان عيبا نسبه إلى نفسه. وأما الثاني: فلما كان يتضمن العيب ظاهرا، وسلامة الأبوين من الكفر، ودوام إيمانهما باطنا قال: أردنا، كأنه قال: أردت أنا القتل وأراد الله سلامتهما من الكفر وإبدالهما خيرا منه. وأما الثالث: فكان خيرا محضا ليس فيه ما ينكر لا عقلا ولا شرعا نسبه إلى الله وحده فقال: فأراد ربك.

ﵟ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﵞ سورة الكهف - 82


Icon