الوقفات التدبرية

قوله تعالى {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا} وفي لقمان {ووصينا الإنسان...

قوله تعالى ﴿ووصينا الإنسان بوالديه حسنا﴾ وفي لقمان ﴿ووصينا الإنسان بوالديه حملته﴾ وفي الأحقاف ﴿بوالديه إحسانا﴾ الجمهور على أن الآيات الثلاث نزلت في سعد بن مالك وهو سعد ابن أبي وقاص وأنها في سورة لقمان اعتراض بين كلام لقمان لأبنه ولم يذكر في لقمان ﴿حسنا﴾ لأن قوله بعده ﴿أن اشكر لي ولوالديك﴾14 - قام مقامه ولم يذكر في هذه السورة حملنه ﴿ولا﴾ ﴿وضعته﴾ موافقة لما قبله من الاختصار وهو قوله ﴿والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون﴾ فإنه ذكر فيها جميع ما يقع بالمؤمنين بأوجز كلام وأحسن نظام ثم قال ﴿ووصينا الإنسان﴾ أي ألزمناه ﴿حسنا﴾ في حقهما وقياما بأمرهما وإعراضا عنهما وخلافا لقولهما إن امراه بالشرك بالله وذكر في لقمان والأحقاف حالة حملهما ووضعهما

ﵟ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﵞ سورة العنكبوت - 8


Icon