الوقفات التدبرية

مسألة: قوله تعالى: (ولن يتمنوه أبدا) ؟ وفى الجمعة: (ولا يتمنونه أبدا)...

مسألة: قوله تعالى: ﴿ولن يتمنوه أبدا﴾ ؟ وفى الجمعة: ﴿ولا يتمنونه أبدا﴾ جوابه: لما كانت دعواهم أن الدار الآخرة لهم خاصة: أكد نفى ذلك ب ﴿لن﴾ لأنها أبلغ في النفى من ﴿لا﴾ لظهورها في الاستغراق. وفى الجمعة: ادعوا ولاية الله، ولا يلزم من الولاية لله اختصاصهم بثواب الله وجنته فأتى ب ﴿لا﴾ النافية للولاية. وكلاهما مؤكد بالتأبيد، لكن في البقرة أبلغوأيضا: أن آية البقرة وردت بعد ما تقدم منهم من الكفر والعصيان وقتل الأنبياء: فناسب حرف المبالغة فى النفى لتمنيهم الموت لما يعلمون ما لهم بعده من العذاب، لأن ﴿لن﴾ أبلغ في النفى عند كثير من أئمة العربية، وآية الجمعة لم يتقدمها ذلك، جاءت ب ﴿لا﴾ الدالة على مطلق النفى من غير مبالغة.

ﵟ وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﵞ سورة الجمعة - 7


Icon