الوقفات التدبرية

آية (٨١) : (بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ...

آية (٨١) : ﴿بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ * هنا استعمل كسب مع السيئة ﴿مَن كَسَبَ سَيِّئَةً﴾ بينما استعمل العمل مع السوء في قوله تعالى (مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ (٥٤) الأنعام) ما الفرق بين كسب وعمل والفرق بين السيئة والسوء؟ لم يرد في القرآن من كسب سوءاً ، لكن كسب سيئة وعمل سوءاً ، لو وضعناها في سياقها يتضح الأمر: في الآية في البقرة (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ (٧٩)) اشتروا به ثمناً قليلاً ، صار كسباً إذن كسبوا ، قال ﴿بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً﴾ ﴿وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ﴾ إذن صارت السيئة هنا كسباً ، بينما الآية الأخرى في الأنعام (وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٥٤)) هذا مؤمن عمل سوءاً بجهالة ثم تاب إذن لن تبقى سيئة لم يكسب سيئة ، هناك كسب وهنا لم يكسب . * الكسب غالباً يكون حسناً فهل الكسب يأتي مع السوء أم أن هذا أسلوب توبيخ؟ كسب سيئة، جعله كأنه كسب لكن كسب يُدخله موارد التهلكة ، هو أصل الكسب في اللغة الحصول على شيء لكن قد يكون من مصدر حلال أو حرام كسب حلال وكسب حرام ، هو في الحالين كسب . * كيف تحيط الخطايا والإثم بالإنسان؟ الخطيئة إسم لما يقترفه الإنسان من آثام جرائم ، تأمل السِوار الذي يحيط بالمعصم لا يبقي منفذاً من اليد خالياً دون إحاطة وهذه صورة الخطايا والآثام عندما تكثر فهي تلتف حول الجسم والروح ولا تدع للإنسان مجالاً لحرية للهروب من الخطأ كذلك الفاسق لو أبصر في أي اتجاه لما رأى إلا المنكر الذي ألِفَه واعتاده .

ﵟ بَلَىٰ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﵞ سورة البقرة - 81


Icon