الوقفات التدبرية

آية (١٠) : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ...

آية (١٠) : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ) * الفرق بين الاستهزاء و السخرية ودلالة الجمع بينهما: الاستهزاء أعم من السخرية ، فالاستهزاء عام بالأشخاص وبغير الأشخاص ويقال هو المزح في خفية. السخرية لم ترد في القرآن إلا في الأشخاص تحديداً (وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ (٣٨)هود). فلما قال (وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ) هذه على سبيل العموم سواء فعلوا أو لم يفعلوا أما ﴿فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم﴾ مقصود به الفعل. إذن لما ذكر الاثنين جمع الدلالتين لو قال سخروا فقط لن يشمل الاستهزاء بالآيات وما إلى ذلك ولو قال استهزأوا فقط لن يشمل الأفعال وما إلى ذلك. * خص الله إصابتهم بالفعل حاق دون أصابهم لأنه يعبر عن الإحاطة بمعنى أحاط به وأصابه وهذا يصور تمكّن العذاب منهم فهو محيط بهم إحاطة السوار بالمعصم حيث لا يقدر أحد على الإفلات منه.

ﵟ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﵞ سورة الأنعام - 10


Icon