الوقفات التدبرية

آية (١٤٩) : (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ...

آية (١٤٩) : ﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ * دلالة تكرار لفظة ﴿فولّ وجهك﴾ في الآيات ١٤٤ - ١٤٩ - ١٥٠ في كل مرة جاءت لغاية وكل واحدة لها معنى : في الآية الأولى جاءت إستجابة لتقليب الرسول وجهه في السماء (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (١٤٤)) كأنه يدعو الله تعالى بلسان الحال لا بلسان المقال . الآية الثانية بيّنت أن تولي الوجه هذا هو الحق من الله تعالى (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ (١٤٩)) حتى لا يبقى شك في نفوس المسلمين ، ولاحظ التأكيدات ﴿وإنه للحق من ربك﴾ (إن واللام) حتى يطمئن المسلمون إلى هذا الحق ّ. الآية الثالثة (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي (١٥٠)) جاءت للتهوين من شأن ثرثرة الآخرين من غير المسلمين الذين سيثرثرون في الإحتجاج عليكم ويقولون ﴿ما ولاهم عن قبلتهم﴾ هؤلاء ظالمون فلا تلقوا لهم بالاً ﴿لئلا يكون للناس عليكم حجة﴾ .

ﵟ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﵞ سورة البقرة - 149


Icon