الوقفات التدبرية

آية (۳٤) : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ...

آية (۳٤) : ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾ * لم يذكر عز وجل العذاب أو الاستئصال ولكن ذكر الأجل ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ﴾ وما ذاك إلا إيقاظاً لعقولهم من أن يغرهم الإمهال فيحسبوا أن الله غير مؤاخذهم على تكذيبهم كما أنه ذكر عموم الأمم في هذا الوعيد مع أن المقصود هم المشركون من العرب الذين لم يؤمنوا إنما هي مبالغة في الإنذار والوعيد بتقريب حصوله كما حصل لغيرهم من الأمم. * ﴿لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً﴾ بينما في يونس ﴿إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾ بزيادة الفاء: الفاء قد تأتي للدلالة على التوكيد ولما هو آكد. آية يونس آكد على عدم الاستئخار، والكلام في الآجال (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (٤٧) وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(٤٨) .. لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ (٤٩)). آية الأعراف ليس الكلام فيها في الآجال ولذلك لم يأت بالفاء. * منتظر الوعيد يسأل التأخير لا التقديم ولكن جاءت ﴿وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾ لتشبيه حالة من لا يستطيع التخلص من وعيد بمن احتبس بمكان لا يستطيع تجاوزه إلى الأمام ولا إلى الوراء.

ﵟ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﵞ سورة الأعراف - 34


Icon