الوقفات التدبرية

آية (٤٥) : (الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا...

آية (٤٥) : ﴿الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ﴾ * دلالة عدم تكرار ﴿هم﴾ في الآية بينما كررت في هود ويوسف وفصلت ﴿وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾ : التكرار يفيد التوكيد. في سورة هود (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (١٨) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (١٩)) كرّر ﴿هم﴾. في آية الأعراف الصد عن سبيل الله وبغيها عوجاً، زاد على آية هود الإفتراء على الله الكذب وكذبوا على ربهم. هل هما درجة واحدة؟ كلا. لو أردنا أن نضع ﴿هم﴾ نضعها في المكان الذي وضعت فيه لأن هؤلاء زادوا الافتراء والكذب على الله فاستحقوا التوكيد. في سورة يوسف (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (۳٧)) أيّ الأشد، الكافر أو الظالم؟ الكافر أشد لأن الظالم قد يكون مسلماً. هناك قال ﴿الظالمين﴾ وهنا قال ﴿كافرون﴾ أيهما الأولى بالتوكيد؟ الكافرون أولى فوضع ﴿هم﴾ مع الكافرين. في سورة فصلت (وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ (٦) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (٧)) من الأشدّ، المشرك أو الظالم؟ المشرك أشدّ فقال ﴿هُمْ كَافِرُونَ﴾ إذن هو يؤكد حيث ينبغي التوكيد. في سورة الأعراف أقل ما ذكر فلم يؤكد وكل المذكور بعده أشدّ إما أنه زاد الإفتراء على الله وإما أنه وصفهم بالكفر أو وصفهم بالشرك فكرر وأكّد.

ﵟ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ ﵞ سورة الأعراف - 45


Icon