الوقفات التدبرية

آية (٥٦) : (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا...

آية (٥٦) : ﴿وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ * رحمة جاءت بالمؤنث وقريب بالمذكر لغويًا: - كلمة قريب تطابق إذا كان القُرب في النَسَب تحديداً تقول هو قريبي وهي قريبتي، وإذا لم تكن للنسب فتجوز المطابقة وعدمها قال تعالى (لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (١٧) الشورى) هذه ليست للنسب. - من جهة أخرى رحمة الله مضاف ومضاف إليه وفي باب الإضافة يجوز أن يكتسب المضاف من المضاف إليه التذكير والتأنيث أو غير ذلك مثل (إمارة العقل مكسوفٌ) لم يقل مكسوفة، وقال تعالى (فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (٤) الشعراء) لم يقل خاضعة جعل الخضوع للمضاف إليه ﴿خاضعين﴾ هذا يجوز لأن الأعناق جزء من الإنسان. (وما حب الديار شغفن قلبي) الحب مفرد وشغفن مؤنث وجمع (للديار وليست للحب). - في الآية الرحمة يصح الإستغناء عنه بحيث إذا حذفنا يبقى المعنى العام واحد (إن الله قريب من المحسنين). بيانيًا: لو قال قريبة ستكون الرحمة هي القريبة فقط لكن لما قال قريب كسب معنيين رحمته وهو قريب، فالتذكير يشعر بقربه هو وقرب رحمته.

ﵟ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﵞ سورة الأعراف - 56


Icon