الوقفات التدبرية

آية (٩١) : (وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا...

آية (٩١) : ﴿وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾ * قال تعالى فى يس ﴿وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِن شَيْءٍ﴾ وفي الملك ﴿وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللهُ مِن شَيْءٍ﴾ وفي الأنعام ﴿قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ﴾ : إن كل تعبير هو الأنسب في مكانه: سورة الملك يشيع فيها ذكر العذاب ومعاقبة الذين كفروا في النار وسؤالهم عن النذر التي جاءتهم وتحذيره سبحانه عباده من عقوبته في الدنيا وألا يأمنوا عذابه وأن يعتبروا بما حدث مع الأقوام الهالكة وتهديدهم وذكر إنكارهم ليوم النشور، ولم يذكر بخصوص المؤمنين وجزائهم إلا آية واحدة (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢)) فلا يناسب إزاء كل هذا أن يقرنه بذكر الرحمة وبخاصة أن هؤلاء كفروا بربهم فلا ترجى لهم رحمة ولا ينالهم من إسم الرحمن نصيب، كما أن القائلين في سورة الملك في جهنم وقد يئسوا من رحمته سبحانه. في سورة يس القائلون إنما هم في الدنيا وهم يتقلبون في نِعم الله ورحمته. سورة الأنعام يشيع فيها التحذير والتهديد والتوعد وليس فيها مشهد من مشاهد الجنة وإنما فيها صور غير قليلة من مشاهد النار. كما أن السورة لم يرد فيها إسم ﴿الرَّحْمَنُ﴾ على طولها في حين ورد فيها إسم ﴿الله﴾ تعالى ٨٧ مرة فناسب كل تعبير مكانه.

ﵟ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﵞ سورة الأنعام - 91


Icon