الوقفات التدبرية

آية (٩٥) : (إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ...

آية (٩٥) : ﴿إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾ * اللمسة البيانية في استخدام الفعل ﴿يخرج﴾ مرة والإسم ﴿مخرج﴾ مرة أخرى: قاعدة نحوية: الإسم يدل على الثبوت والفعل يدل على الحدوث والتجدد. وهذه الآية تدخل في هذه القاعدة والذي يحدد استعمال الإسم أو الفعل في القرآن الكريم هو السياق.. أبرز صفات الحيّ الحركة والتجديد ﴿من الحياة﴾ وقد قال تعالى مع الحيّ ﴿يُخرج الحي من الميت﴾ جاء بالصيغة الفعلية التي تدل على الحركة وعلى أن هذا الفعل متجدد ويتكرر في كل آن فهو أمر معلوم وليس مصادفة. ومن صفات الميّت السكون لذا جاء بالصيغة الإسمية مع ما تقتضيه من السكون وللدلالة على الدوام والثبات. * الفرق بين الآية وآية آل عمران: آية آل عمران (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (٢٧)) في سياق التغييرات التي يحدثها الله تعالى ليست باقية على حالها (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء .. (٢٦)) حيث لا يبقى أحد على حاله وليس هناك حالة ثبات، ذكر تعالى التغييرات التي يجريها وليست الحالات التي يبقيها فقال تخرج وتخرج، أما آية الأنعام فليست كذلك.

ﵟ ۞ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ ۖ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ ﵞ سورة الأنعام - 95


Icon