الوقفات التدبرية

آية (١٠٠) : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ...

آية (١٠٠) : ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ﴾ * تقديم لفظ الجلالة للعناية والإهتمام فهذه مسألة كبيرة أن يجعلوا لله سبحانه وتعالى شركاء. * ترتيب الآية: القول بالتقديم والتأخير لا بأس به ويستقيم أن يكون الجن مفعول أول وشركاء مفعول ثاني وقد تقدم والجار والمجرور يتعلقان بـ ﴿جعل﴾. ولو نظرنا في نظام الآية كأنما أريد لها أن لا تكون لفظة الجن متصلة بكلمة الله سبحانه وتعالى حتى في النظم وحتى في الترتيب. * خرقوا معناها افتروا لكن الخَرْق هو قطع الشيء على سبيل الفساد من غير تدبر ولا تفكّر ويقال هذا ولد أخرق يعني لا يُقدر ولا يحسن العمل، يعني هؤلاء الذين نسبوا له البنين والبنات ليس فقط افتروا ولكن عن جهل دلالة على الخرق والحمق في التفكير، افترى لا تحمل هذه المعاني بالضرورة، الذي يفتري قد يُقدّر الأمور والمقدمات والنتائج أما هذا قول أخرق.

ﵟ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ ۖ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ ﵞ سورة الأنعام - 100


Icon