الوقفات التدبرية

* قال تعالى (وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا) ولم يقل منها كما في الآية (٨) :...

* قال تعالى ﴿وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا﴾ ولم يقل منها كما في الآية (٨) : لاختلاف الموقف تختلف الصيغة ، فالمخاطبون هنا هم الأوصياء على هذا المال فالمال يخص السفهاء، اليتامى، المحجور عليهم، وكلمة ﴿فيه﴾ هنا ﴿في﴾ حرف جر يدل على الظرفية فجعل الله المال مكاناً حيّزاً يعني يُعمِلونه في التجارة والرزق يستثمرونه وتكون نفقاتهم من الأرباح لا من صلب المال، ولو قال ﴿من﴾ فهي تعني التبعيض فكأن المخاطَب سيأخذ جزءاً من أصل المال ويسلمه إلى هذا اليتيم وبالتالي ينتهي هذا المال، فيصبح معنى ﴿في﴾ هنا أدق وأقوى. وهذه الآية توجب على الوصي أن ينمّي المال. في الآية الثامنة (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ) يخاطب الله الورثة عندما يوزعون الأموال التي ورثوها يقول لهم إذا حضر الأقارب أو اليتامى وأنتم توزعون الميراث فأعطوهم شيئاً من هذا المال مع أنهم لا يستحقون شيئاً من الميراث ، فـ﴿من﴾ هنا تعني التبعيض يعني من أصل المال الذي معكم. * والله خص ﴿أموالكم﴾ ولم يقل أموالهم الكاف هنا للخطاب ليهتم كل وصيّ بما معه كأن المال ماله هو. * ذكر تعالى ﴿واكسوهم﴾ هنا و لم يذكرها في الآية الثامنة : لأن المال مالهم يستحقون النفقة والكسوة واحتياجاتهم أما الثانية فهذا المال ليس للفقراء والمساكين وإنما ملك للورثة فهم يعطونهم جزءاً من هذا المال للأقارب والمساكين واليتامى الذين حضروا القسمة من باب التفضّل.

ﵟ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﵞ سورة النساء - 5


Icon