الوقفات التدبرية

* من خصوصية الاستعمال القرآني أنه استعمل اللآئي في حالتي الظِهار...

* من خصوصية الاستعمال القرآني أنه استعمل اللآئي في حالتي الظِهار والطلاق فقط وفيما عدا ذلك يستعمل اللاتي، وهو اختيار عجيب فاللغة لا تفرق بينهما، ولكن نجد أنّ الهمزة ثقيلة في اللغة فاستعمل اللآئي في حالتي الظِهار والطلاق التي هي ثقيلة على الإنسان كأنها متقاربة في اللفظ مع اللائي التعب والإبطاء والاحتباس والجهد والمشقة والشدة، والمظاهِر والمطلق مبطئ عن امرأته بعيد عنها وفيها مشقة على الطرفين، اختيار عجيب.أما الباقي فاستعمل اللآتي . * الفرق بين يتوفى و يدركه الموت : - ورد في سورة النساء ﴿فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ﴾ التوفي هو أخذ الشيء كاملاً غير منقوص لأن الموت معناه إنقضاء العمر الذي يؤدي إلى أن تؤخذ روحه وافية غير منقوصةالموت ليس هو الذي يأخذ الروح لكنه إيذان بانتهاء العمر، ما بقي لهذا الإنسان من عمره شيء فهو ميّت. الفاعل الحقيقي لهذا التوفي هو الله سبحانه وتعالى، والملائكة وسيلة والموت سبب. -- وفي سورة النساء (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ (١٨)) التوبة المرفوضة هي التي تكون حين يشرف الإنسان على الموت ويدرك أنه صار قريباً منه كأن الموت لم يقع بعد بدليل أنه استطاع أن يتكلم فهو لم يمت بعد. وعلى هذا نقول أن كلمة ﴿حضر﴾ عندما تأتي مع الموت فيها معنى القرب والمشاهدة وكأنه فيها نوع من التجسيد للموت كأن الموت حيٌّ يحضر مع من يحضر حوله من أهل الذي ينازع فيشهد هذا الموت. - وفي سورة النساء أيضاً (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ (٧٨)) الآية كأنما تصور من ينتقل من مكان إلى آخر هرباً من الموت والموت يسعى وراءه حتى يدركه أينما كان ولو كان متحصناً في بروج مشيدة قوية الجدران محكمة الأبواب، يُفهم من الآية أنه يموت قطعاً، وفيه صورة الملاحقة، حتى في المجاز تقول أدركت ما يريد فلان أي تتبعت عباراته بحيث وصلت إلى الغاية من عبارته. - وكذلك في سورة النساء (وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ (١٠٠)) هو مهاجر فراراً بدينه وحياته إلى الله ورسوله كأن الموت يسعى وراءه ﴿ثم يدركه الموت﴾ الخارج من بيته مهاجراً إنما خرج فراراً بدينه من أن يفتنه الكفار فهو فارٌ منهم لكن الموت يتبعه ويدركه في طريق الهجرة وهذا أجره عظيم فقد وقع أجره على الله .

ﵟ وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﵞ سورة النساء - 15


Icon