الوقفات التدبرية

آية (٣٣) : (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ...

آية (٣٣) : ﴿إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ *﴿يُحَارِبُونَ اللّهَ﴾ أراد يحاربون شرعه ويعتدون على أحكامه ولكن الله جعل محاربة شرعه محاربة له عزّ وعلا لتشنيع هذا الفعل منهم. * دلالة الفعل المضارع يسعون في الآيتين (٣٣) و (٦٤) : الفعل المضارع له زمن متّسع اتساعاً كبيراً فقد يكون للماضي أو للحال أو الإستمرار أو الإستقبال، وهنا استعمل للمزاولة ولو قال سعوا لاحتمل أن يكون هذا الساعي تاب ولا يقام عليه هذا الأمر لكن الذي هو مستمر هو الذي يُقام عليه الأمر. * تقديم الخزي هنا وتأخيره في الآية (لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٤١)) : الآية ٣٣ فيها ذكر عقوبات والعقوبات منظورة مرئية فهي مُخزية ظاهرة أمام الناس فقدّم الخزي، أما الآية ٤١ عن المنافقين ثم الذين هادوا وقد أجّلت عقوباتهم فتأخرت كلمة الخزي.

ﵟ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﵞ سورة المائدة - 33


Icon