الوقفات التدبرية

* (بأن لهم الجنة) ما قال (بالجنة): اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم...

* ﴿بأن لهم الجنة﴾ ما قال ﴿بالجنة﴾: اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بهذا الوعد مع التأكيد بأن لهم الجنة. * جاء بضمير الفصل هنا لأن الجزاء ليس إدخال الجنة فقط وإنما بيع وشراء، فلما كان الجزاء أكبر يأتي بالضمير للتأكيد. * الفرق بين الآية وآية سورة الصف (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢)) : آية الصف: - النعيم مختلف فقال ﴿وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ﴾ إذا أدخلتك في قاعة لا تعني أنك تملكها. - طلب منهم قبلها أن يجاهدوا في سبيل الله بما عندهم من الأموال والأنفس يجاهدون فيها، هذا جهاد والجهاد ليس بالضرورة من القتال فالدعوة جهاد (وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (٥٢) الفرقان) . آية التوبة: - قال ﴿اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ فوصفهم بالإيمان. - باع واشترى ولم يبقى عندهم مال ولا أنفس ﴿فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ﴾ القتال حرب وهذا أقوى الجهاد، لا تضحية أكبر من أن يدفع الواحد نفسه فلا يبقى عنده مال ولا نفس؟ هذه أكبر. - قال ﴿بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ﴾ كأنهم اشتروا الجنة فصارت تمليكاً لهم كأن الله تعالى اشترى منهم أنفسهم وأموالهم بالجنة، هذا تمليك بيع وشراء ﴿فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ﴾ فلما كانت التضحية أكبر سيكون الجزاء على قدر التضحية فأكّدها فقال ﴿وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ هذا هو الفوز الأعظم.

ﵟ ۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﵞ سورة التوبة - 111


Icon