الوقفات التدبرية

* استعمال أداتي النفي (ما) و(لا) : (ما) التي تدخل على المضارع هي لنفي...

* استعمال أداتي النفي ﴿ما﴾ و﴿لا﴾ : ﴿ما﴾ التي تدخل على المضارع هي لنفي الحال، ﴿لا﴾ قد تكون للحال ﴿فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ﴾ وقد تكون للإستقبال وهو الأكثر، في القرآن ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ﴾ ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ﴾ ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ﴾ هذا مُشاهَد في الدنيا، ﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾ ﴿لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ﴾ ﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ﴾ هذا في الآخرة غير مُشاهَد. * الفرق بين الضُرّ والضَر والضرر: الضُر هو ما يكون في البدن من مرض وغيره ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ﴾. الضَر هو المصدر بما يقابل النفع ﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا﴾. الضرر الإسم عام أي النقصان يدخل في الشيء يقال دخل عليه ضرر ﴿أُوْلِي الضَّرَرِ﴾ أي الذين فيهم عِلّة. * درجة جاءت مفردة وجاءت جمعاً ﴿فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ﴾ ﴿دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً﴾ فيها احتمالات: -- لعل الله عز وجل أراد أن يوضح بطريقتين بطريقة الإبهام ثم بطريقة الإيضاح فالآية الأولى أبهمت الأجر عندما قال درجة ثم بيّن أنه جعل لكلا الفريقين الحسنى ﴿وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى﴾ ثم عاد إلى توضيح فضل هؤلاء المجاهدين وعِظَم هذا الفضل فقال ﴿دَرَجَاتٍ مِّنْهُ﴾ عبارة عن درجات كثيرة وأنهم يصلون إلى المرتبة الأحسن، يعني هنا إيضاح لهذا التفضيل. -- هناك رأي آخر يقول أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يبين منزلة المجاهدين بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ويبين أنهم أفضل ممن لم يجاهدوا وهم أيضاً مؤمنين ولكن حبسهم العذر فقال أنهم يزيدون درجة، أما الثانية ﴿درجات﴾ فهي تخص من جاهد بماله وبنفسه فهو أفضل بدرجات ممن لم يجاهد ولم يكن له عذر. -- قول آخر يقول أن الدرجة الأولى تدل على الأفضلية في الدنيا ولكن هذا الأجر في الدنيا لا يناسب الفضل في الآخرة فجاءت الآية الثانية لتوضح أن الأجر في الآخرة درجات وليست درجة واحدة، فقالوا درجة الأولى للدنيا، ودرجات للآخرة لأنه جاء بعدها أيضاً ﴿وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً﴾ تخص الآخرة. -- قد تكون درجة بمعنى الرتبة والمنزلة فتعني أنهم تفوقوا ولهم رتبة ومكانة بينما درجات تعني منازل والمنازل متعددة الدرجات.

ﵟ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۚ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﵞ سورة النساء - 95


Icon